يأتي شم النسيم كل عام ويحتفل به الناس ، فيخرجون إلى المتنزهات ويقضون الأوقات في لعب ومرح ، وأعتاد الناس فيه تناول مأكولات معينه ، وربما تًرتكب فيه بعض المخالفات مثل أشعال الحرائق التى تمثل خطر على المنازل و الاشخاص و البيئة و كم من كوارث حدثت فى بورفؤاد و بورسعيد بسبب هذه الحرائق ، فما هو أصل هذا العيد ؟ وما حكم الأحتفال به في شرع الإسلام ؟

أولاً : أصل شم النسيم
شم النسيم عيد من أعياد الفراعنة ارتبط قديماً بمواسم الزراعة ، ثم أضافوا إليه مسحه دينيه فكانوا يعتقدون أن الخليقة خلقت في هذا اليوم ، وفيه مات إله الشر عندهم فيما يعتقدون ،وكان من عادانهم في ذلك اليوم أن يستيقظوا مبكرين ثم يذهبوا إلى النيل ويأكلون السمك المملح ويشموا البصل الذي يعلقونه على منازلهم وحول أعناقهم ، وسبب اهتمامهم بالبصل خرافة آمنوا بها تقول إن أحد أبناء الفراعنة أصابه المرض وأحتار الكهنة في علاجه ، وذات يوم دخل كاهن على المريض وبيده وضعها قرب أنف المريض فشفى،

كان ذلك في بداية الربيع ، ففرح الأهالي بذلك وطافوا البلد والبصل حول أعناقهم ، وبمرور الزمن ظهرت أسطورة أخرى تقول أن امرأة تخرج من النيل في ليلة شم النسيم تسمى ( النداهة ) تأخذ الأطفال من البيوت وتغرقهم وقالوا إنها لا تستطيع أن تدخل بيتا يعلق عليه البصل ، وكل ذلك من الخرافات والأساطير .

ثم أحتفل اليهود بعد خروجهم من مصر بعيد شم النسيم وسموه عيد الفصح ( أي الخروج ) شكراً لله على نجاتهم من فرعون وقومه وجعلوا له يوم آخر غير يوم الفراعنة.

ثم أحتفل النصارى بعيد الفصح هذا على أنه اليوم الذي ًصلب فيه المسيح وسموه عيد الفصح المسيحي تمييزاً له عن عيد الفصح اليهودي.
وعدل أقباط مصر عيد شم النسيم بعد أعتناقهم المسيحية إلى يوم آخر صبغوه بصبغة تتفق مع الدين الجديد واعتبروه يوماً بشر فيه جبريل مريم العذراء بحملها المسيح ، وجعلوه بعد أيام الصوم عندهم التي يمتنعون فيها عن أكل كل ما فيه روح ، فكان هذا العيد ليتكون لهم الحرية في تناول ما يشاءون ، كما أرتبط عندهم بعيد القيامة لأنهم زعموا أن المسيح قام من قبره وشم نسيم الحياة بعد الموت ، وكانوا يلونون فيه البيض باللون الأحمر الذي يرمز إلى دم المسيح فيما يعتقدون.
هذا تطور الأحتفال بعيد شم النسيم بدأ فرعونيا يرتبط بالزراعة ثم دخلت عليه مسحة دينية وأضيفت اليه الأساطير ثم كان عيداً يهودياً ثم مسيحيا ، ويتغير وقته كل عام لأعتماده على الدورة القمرية بجانب التقويم الشمسي.

ثانياً: فما حكم الأحتفال بهذا اليوم ؟
لاشك أن التمتع بمباهج الحياة من أكل وشرب وتنزه هو أمر مباح ، مادام في الأطار الذي حدده الشرع وأباحه ، ولا ترتكب فيه معصية ولا تنتهك فيه حرمة ، ولا نتبنى فيه عقيدة فاسدة خلاف عقائد الأسلام ، قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) المائدة 87 ، ولكن هذا التزين والتمتع بالطيبات والخروج إلى المتنزهات لا يكون إلا في يوم معين ؟ ولماذا نحرص على شم النسيم في هذا اليوم والنسيم موجود كل يوم ؟
فلا يجوز للمسلم الأحتفال بهذا اليوم واتخاذه عيد لأسباب عديدة:

• أن الإسلام يريد من المسلم أن يكون في تصرفه على وعي صحيح ولا يندفع مع التيار يسير حيث سار ويميل حيث مال ، بل لا بد أن تكون للمسلم شخصية مستقلة فاهمه ، حريصة على الخير بعيدة من الشر ولا تنزلق وراء التقليد الأعمى ، فعن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لاتكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساء فلا تظلموا ) (الترمزي)
• لا يجوز للمسلم أن يتبع عقائد وعادات أهل الأديان الأخرى خاصة إذا ارتبطت بخرافات واساطير وعقائد غير صحيحة تتنافي مع صريح الدين ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم محذرا وناهياً ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبرا وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن ) " رواه البخاري عن أبي سعيد ) .
• هذا اليوم لا يجوز لنا المشاركة فيه مجاملة للآخرين ، فإن المجاملة لا تكون على حساب الدين ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أرضي الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ، ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس ) " الألباني صحيح الجامع"

أخي المسلم .... أختي المسلمة
لا يجوز الأحتفال بهذا اليوم واتخاذه عيدا تؤكل فيه المأكولات وتًرفع فيه الزينات لأنت العيد لا يكون إلا بشرع ، فالله شرع لنا أعيادنا وشرع لنا كيفية الأحتفال بهما فلا حاجة لنا في تقليد غيرنا في أعيادهم التي يختلط فيها الحق بالباطل والحرام بالحلال ، عن أنس بن مالك : أنه قال (( كان لأهل المدينة في الجاهلية يومان من كل سنة يلعبون فيهما ، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم قال " كان لكم يومان تلعبون فيهما ، وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما : يوم الفطر ، ويوم النحر " صحيح الجامع " 4460" فلا يجوز الأبتداع في دين الله ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد ؟ رواه البخاري .





This entry was posted on 10:21 م and is filed under . You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0 feed. You can leave a response, or trackback from your own site.

1 التعليقات:

    غير معرف يقول...

    ان شاء الله وعد منى مش هولع و لا هاشارك

  1. ... on 16 أبريل 2009 في 9:32 ص